بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى :
﴿ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾ .
وقال رسول الله ﷺ :
" سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ " .
صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم .. والله يا رسول الله ، لكأنك تعيش بيننا ، وتتفقد أمورنا ، وتصف أحوالنا .. لقد كنت تخبر الصحابة وأنت حي معهم ، بما يقع لهذه الأمة بعد قرون .. فكانوا يصدقونك ولا يكذبونك ..
وها أنت تخبرنا اليوم ، في ما نقرأه من الأحاديث الشريفة .. وأنت بين يدي الله عز وجل ، قد فارقت الحياة منذ أمد بعيد ، ألف سنة وتزيد .. بأخبار وأحوال زماننا وما يليه ، إلى أبد الآبدين ، ويوم الدين واليقين ..
ورغم أننا نعيش ما وصفته وأخبرت به .. حالة بحالة ، وخبرا بخبر ، وحقيقة بحقيقة ..
رغم ذلك .. يأبى أصحاب القلوب الميتة ، والنفوس المريضة الفاسدة ، والعقول الصغيرة السفيهة .. إلا أن يكذبوك ، ويشككوا في ما جاء عن الله سبحانه ، ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .
نعم .. لقد اختلت الموازين ، وتغيرت المقاييس ، وانقلبت الأمور رأسا على عقب ..
وأصبح الكاذب صادقا ، والصادق كاذبا .. كما أضحى الخائن أمينا ، والأمين خائنا ..
وتطاول الفاسق الفاجر .. فعير التقي النقي ، بقلة الشرف وسوء الخلق ..
كما تبجح الجبناء القاعدون المخلفون .. ووصفوا الثائرين المجاهدين الشرفاء ، بالإرهاب والإجرام والعنف ..
وبات اللئام الغادرون رجالا .. وصار الأبطال الأوفياء أنذالا ..
ولم يبق لنا .. إلا أن نقول ما قاله الشاعر ، الفيلسوف الإسلامي ، أبو العلاء المعري :
موعظة رادعة نشرتها بالفايسبوك يوم 15 أكتوبر 2015 م
مدني مزراق