تنازل من أجل الجزائر

بسم الله الرحمن الرحيم

إمتاثلا لقول الله عز وجل ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾

وعملا بقوله سبحانه ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾

ونظرا لتداعيات الأحداث في هذه الأيام ، والتي تمثلت خاصة في ما يلى :

  1. الهجمة الإعلاميّة المسعورة التّي قادها بعض الإعلاميّين ونظراءهم من أشباه السيّاسيّين من أصحاب الأقلام الخبيثة المأجورة ، وذوي الألسنة المنافقة المسمومة .. هؤلاء الّذين سبق لهم وقالوا في الرّئيس ، مالم يقله الحطيئة في أعدائه ، وأشبعوه سبا وشتما وتجريحا ، بأساليب سوقيّة بديئة هابطة ، لايستعملها إلّا من لادين له ولاخلاق .. فعلوا ذلك ، من فوق منابر إعلاميّة مشبوهة في الخارج وفي الدّاخل ، وخلال خمسة عشرة سنة كاملة ، لم يتوقّفوا عن الإدلاء بتصريحات ، تشكك في شرعية الرئيس ومؤسسات الدولة الجزائرية ، وتدعوا بطريقة أو أخرى ، إلى العصيان و التدخل الأجنبي .. في الوقت الذي كانت مواقفنا كلها ، تصب في صالح الدولة ، شعبا ووطنا ومؤسسات .. نعم ، لقد اهتبلوا فرصة خلافنا العابر مع السيّد الرّئيس ، الذّي تسببت فيه عبارة خاطئة ، جاءت في رسالة منسوبة إليه ، فاستغلّوا هذه الفرصة ، وهرعوا إلى كتابة مقالات كاذبة مضللة ، وحرفوا الكلم عن مواضعه ، وسارعوا إلى دق طبول الحرب كعادتهم ، وجمعوا الحطب أقلاما لتأجيج نار الفتنة.. ظنّا منهم ، أنّنا سنركب رؤوسنا ، وننسف مشروع المصالحة الذي فعلنا المستحيل لإنجاحه .. فتبا لهم ولما يحاولون ، وقد " تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب "
  2. التصريح الذي أدلى به " سي علي بن فليس" أوّل أمس .. فقد قال وأخطأ ، وتكلّم وياليته سكت .. هذا الذي كنا نراه إلى عهد قريب ، رجلا ينتمي إلى التيّار الإسلامي المحافظ ، و يفهم قول الله عزّوجل " ولاتكتموا الشّهادة ومن يكتمها فإنّه آثم قلبه " ، ويعرف أنّ شهادة الزّور كبيرة من الكبائر، حذّرنا رسول الله صلّى الله عليه سلّم من إتيانها قائلا " ألا وشهادة الزّور، ألا وشهادة الزّور، ألا وشهادة الزّور" فما زال يكررها ، حتى قلنا ياليته سكت ..
    كما كنّا نحسبه ، رجل قانون مسؤول .. يعرف جيّدا ، خطورة إخفاء الحقيقة ، والإدلاء بشهادة مضلّلة ..

    نعم ، هذا هو السياسي الذي كنت أراه ، رغم ضعفه ، ربّما يصلح للرّئاسة ..

    أنا آسف "سي علي بن فليس" ، لقد أعماك الطمع ، فسقطت سقوطا حرّا .. وانتحرت سياسيا .. وهوى بك الجبن في واد سحيق .. ياهذا ، لقد قلت ربع الحقيقة ، وبطريقة مشبوهة .. وأخفيت ثلاثة أرباع الحقيقة ، وبأسلوب لا يليق بالشاوية الأحرار .. وقبل أن نوضح الأمر، وتنجلي الحقيقة قريبا إن شاء الله ، بشهادة الشّهود ، الذّين حضروا الإجتماع الأوّل الذي تكلّمت عنه ، والإجتماع الثاّني الذي أنكرته ، وهو الأهمّ .. إلى ذلك الحين ، ننصحك بأن تستدرك الأمر، وترجع إلى الحق ، فإن الرجوع إلى الحق فضيلة .

  3. تشميع قناة الوطن وماصاحب ذلك من مغالطات ، والذي نرجعه لثلاثة أسباب لارابع لها :
    1. سبب قانوني : هو النّشاط بدون رخصة رسميّة كغيرها من القنوات العديدة .
    2. سبب إيديولوجي وهو السبب الرئيسي : التّرويج للمبادئ والأخلاق الإسلامية ، والقيم الوطنيّة الأصيلة ، لأن هذا النهج ، لايخدم التيار الفرونكوفيلي بل يدمره تدميرا..
    3. سبب سياسي مفتعل : وهي الحصة التي ظهرت فيها أنا العبد الضعيف والجزائري الأصيل والمواطن المنضبط المسؤول .. والتي استعملها التيار الحاقد ، كقشة ، حاول أن يقصم بها ظهر البعير ..

    ولأنني حاولت جهدي ومازلت أحاول مع الخيرين الغيورين ، لرفع التشميع عن القناة وتصحيح الوضع القانوني ، لإعتقادي الجازم ، بأن المجاهد عبد العزيز بوتفليقة ، الذي ضحى بالنفس والنفيس ، إلى جانب إخوانه من المجاهدين الشرفاء ، في سبيل حرية هذا الشعب ، لا يمكن أبدا أن يقبل بالتضييق وتكميم الأفواه ، خاصة وهو يسعى جاهدا لتحقيق حلم الشهداء ، وتجسيد الدولة النفمبرية ، دولة الحق والقانون ..

لهذه الإعتبارات المذكورة أعلاه ، وحتّى أبطل كيد الكائدين وأفشل مؤامراتهم ، واساهم في إبعاد الجزائر عن كلّ الأخطار التّي تهدّدها .. قرّرت أن أتراجع عن الردّ الشّديد الذي وعدت به .. وأكتب بدلا منه رسالة هادفة صادقة قويّة ، أنصح فيها للسيد الرئيس ، وأذكره بالعهد والميثاق ، وأقترح خطوات جادة ، نستدرك بها مافات ، وتساعدنا على تحقيق ما هو آت .. رسالة ، تُعين على البناء وتمنع الهدم .. وتساعد على جمع الشّمل وتحارب الفرقة .. وتؤسّس لعودة قريبة إلى دولة الحقّ والقانون ، و تقطع الطريق نهائيا على الذين يصطادون في المياه العكرة ، ويحاولون عبثا ، العودة بالبلاد والعباد إلى زمن الإقتتال والفوضى والّلاقانون ..

﴿ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴾

كتب بـ 14 أكتوبر 2015 م

الموافق لـ 01 محرم 1437 هـ

مدني مزراق