لكل داء دواء

بسم الله الرّحمن الرحيم

﴿ تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ، ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ ﴾

الحمد لله الذي تتم بنعمته الصّالحات ..

الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة ..

الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..

الحمد لله على الدواء ، بعد الدّاء واللأواء .. الحمد لله على الشفاء ، بعد المرض والوباء .. الحمد لله على العافية ، بعد المحنة والبلاء ..

الحمد لله على حفظه ، الحمد لله على ستره ، الحمد لله على رعايته ، الحمد لله على حمايته ، الحمد لله على عنايته ، الحمد لله على عفوه ورحمته ومغفرته ..

لكل داء دواء ، ولكل مرض شفاء ، ولكل بلاء عافية ، ولكل أجل كتاب .. والصبر مفتاح الفرج .. ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ ﴾

جاء هذا البلاء الكوروني بأمر .. وكذلك غادر بأمر .. فسبحان من خلق الداء ، وخلق له الدواء .

جاء ليمتحن صبرنا ، فصبرنا بفضل الله وعونه ، وخرجنا منه سالمين غانمين .

نعم .. لقد هجم علينا البلاء بمختلف الأسقام والآلام ، حتى ضاقت علينا الأرض بما رحبت ، وبلغت القلوب منّا الحناجر ، وكاد أن يبلغ بنا الضرر ، أن نظن بالله الظنونا .. ﴿ هُنَالِكَ ٱبۡتُلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُواْ زِلۡزَالٗا شَدِيدٗا ﴾ .

لكننا رفضنا الخضوع للوباء وتداعياته .. ولجأنا إلى ربنا نحتمي به ونتحصن به ، وتمسكنا بحبل الله المتين ، متأكدين ومتيقنين بأن لا منجى ولاملجأ من الله إلا إليه .. فازداد إيماننا بالله ، وتعمق يقيننا فيه ، وقويت عزيمتنا على طاعته ، والرضا بقضائه وقدره ..

فجاء الفرج بعد الضيق والعناء ، وتبعه اليسر بعد العسر والبلاء .

وصدق الله العظيم :

﴿ فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا ، إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا ﴾

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن يغلب عسر يسرين أبدا ، لن يغلب عسر يسرين أبدا " .

اللهم من كان مريضا فاشفه ، ومن كان محتاجا فأعطه ، ومن كان فقيرا فاغنه ، ومن كان مظلوما فانصره ، ومن كان جاهلا فعلمه ، ومن كان ضالا فاهده ، ومن كان مذنبا فاغفر له ، وثبتنا جميعا على صراطك المستقيم ..

اللهم يا حي يا قيوم ، يا ذا الجلال والإكرام ، والعين التي لا تنام ، والعزة التي لاترام .. طهر الأرض من هذا الوباء ، فقد نغص على عبادك أيامهم ، وفرق جمعهم ، وشتت شملهم ، وقطع أرحامهم ، وسلبهم أمنهم وسلامتهم ، وحرمهم السكينة والطمأنينة ، وأفسد عليهم العيش والحياة .

لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم .

سبحانك ربي سبحانك ، عز جارك ، وجل ثناؤك ، وتقدست أسماؤك .. لا إله غيرك ، ولا رب لنا سواك ، ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .

اللهم هذا الدعاء منا ، تذللا وتقربا وتضرعا .. ومنك الإجابة ، إحسانا وتفضلا وتكرما .

وهذا الجهد منا ، جهد الضعيف الحقير الفقير إلى رحمتك .. وأنت المستعان ، إعانة القوي القادر القدير المقتدر ..

اللهم لا تجعلني بدعائك شقيا ، وكن بي رؤوفا رحيما .. يا خير المسؤولين ، ويا خير المعطين .

﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ﴾