بيان في مصاب الشيخ كرطالي

غضب وموقف وبيان من حادثة الغدر الذي استهدفنا في شخص أخينا الشيخ مصطفى كرطالي أطال الله في عمره. نشر يوم الجمعة ، 04 شعبان ، 1428 الموافق لـ: 17 أوت، 2007.

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾

«أكثركم بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل» حديث.

ولأننا نحسب شيخنا وعزيزنا الأخ مصطفى كرطالي من هذا الصنف الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ,فقد أصابه من البلاء في سبيل الله أنواع وأشكال, ولم نعرفه إلا صابرا محتسبا ثبته الله وشفاه وعافاه وقواه وأعلى شأنه في الدنيا والآخرة.

وإذ كنا قد استقبلنا نبأ الفاجعة الأليمة التي ألمت بنا وبأخينا ,بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ,ونفوس ثابتة لا تهتز وعقول راشدة لا تنفعل ولا تزيغ ,فإننا نحتفظ لأنفسنا بحق الرد على هذا الفعل الشنيع الغادر الجبان بالطرق  والوسائل المشروعة في أوانه إن شاء الله العلي القدير.

أما اليوم فلا يسعنا إلا أن ننبه ونذكر القائمين على أمن البلاد والعباد وعلى رأسهم القاضي الأول في البلاد ,السيد رئيس الجمهورية إلى أن التراخي حتى لا نقول التماطل في الذهاب بالمصالحة الوطنية الحقة إلى نهايتها والانشغال عما ينتظره الشعب من قيادته، بتنظيم مهرجانات الغناء واللهو وتبذير الأموال الطائلة ,تنفيذا لمخطط تخدير الشعوب الصهيوني ينبأ بوقوع كارثة أخرى أشد وطأ وأكثر ضررا.

وعليه فإننا ندعو فخامة الرئيس وبالصوت العالي ,إلى أن ينتفض ويكسر القيود التي فرضتها لعبة التوازنات ورهنت مصير الجزائر شعبا ووطنا وذلك بـ :

  1. ترقية الخطاب السياسي إلى القدر الذي يرسخ القيم والثوابت ويجعل من التآخي حقيقة معاشة، ومن العدل والمساواة ومحاربة التمييز والعنصرية واقعا ملموسا، ومن الدعوة إلى وقف النزيف الدموي، وترك الأضغان والأحقاد واجبا دينيا ورغبة سياسية جادة وقوية.
  2. فتح المجال السياسي والممارسة الديمقراطية التي تسمح بمشاركة جميع الجزائريين دون استثناء، مما يسمح لهم بالانضمام إلى الأحزاب والجمعيات السياسية والدعوية الخيرية ,قصد بلورة مجتمع قوي ومتماسك تغلق من خلاله الأبواب في وجوه كل دوائر السوء والفساد ,التي تستثمر في المشاكل والحرمان الذي يتخبط فيه أفراد المجتمع وفي مقدمتهم الشباب.
  3. الوفاء بالوعود والعهود المقطوعة والمستفتَى عليها في الاستحقاقات السابقة، خاصة منها ما تعلق بمشروع المصالحة الوطنية، الذي نسمع له جعجعة ولا نلمس له طحينا.
  4. إشراك جميع الأطراف المعنية والمؤثرة في الأحداث في تقييم الأوضاع التي تعيشها البلاد، واقتراح الحلول الممكنة الناجعة، مع تحميل كل طرف المسؤولية في أداء الواجب المنوط به.
  5. محاربة –وبقوة- الممارسات الجهوية، والنزاعات العرقية ، والدعوات الانفصالية ، و الحفاظ على تماسك الوحدة الوطنية.

.. نقول هذا وكلنا ثقة أن نداءنا سيجد الآذان الصاغية ، والعقول المتفهمة الواعية ، والقلوب المؤمنة الحية ، والنفوس الخيرة الغيورة ,لرجال لا تأخذهم  العزة بالإثم بل يسمعون القول فيتبعون أحسنه.

.. ونقول هذا وكلنا استعدادا لأداء واجبنا كاملا غير منقوص تجاه ديننا وشعبنا ووطننا.

.. عاشت الجزائر حرة مسلمة أبية ..

وعاش شعبها عزيزا سيدا مكرما ..

عن هيئة القيادية للجيش الإسلامي سابقا

مدني مزراق