بسم الله الرحمن الرحيم
رثاء .. وتعزية ...
الفيروس الكوروني .. آية ومعجزة ، وبلاء وتذكرة ، وعقاب وحجة بالغة .
هو آية من آيات الرحمن ، لاتُعرف إلا بلغة البحث والتحليل والأرقام .. و معجزة تمشي بلا رجلين ، وتطير بلا جناحين ، ولا ترى بالعينين .
وهو بلاء للصالحين الصابرين ، يطهرهم من ذنوبهم ، ويقربهم إلى ربهم ، ويرفعهم إلى درجة الشهداء .. و تذكرة للغافلين التائهين ، وتحذير لهم على ما فرطوا في جنب رب العالمين ، وفرصة أخرى للعودة إلى صراط الله المستقيم.
وهو عقاب للطغاة العتاة ، ونقمة على الفجار الفساق ، وحجة بالغة على الخلق أجمعين .
جاء هذا البلاء عاما شاملا .. لم يفرق بين مؤمن وكافر ، ولا بين عالم وجاهل ، ولا بين غني وفقير ، ولابين حاكم ومحكوم ، ولا بين كبير وصغير .. كلهم في عين البلاء سواء ، تتفاوت منازلهم عند المآل والجزاء .
ولأن طعم الموت مر أكثر من العلقم ، فقد تألمت وتعذبت به ملايين العائلات في هذا العالم ، بعدما شربوا من كأس الفيروس القاتل .
ومن هذه العوائل والمجامع ، "جامعة الخروبة للعلوم الإسلامية " .. فقد فقدت أساتذة أكفاء ، وشيوخا أفاضل ، قدموا الكثير في خدمة هذا الدين ، وتنوير الطلاب جيلا بعد جيل .
ولأن الأستاذ " وثيق بن مولود " ، كان أول من فقدته الجامعة الإسلامية بسبب الفيروس ، فقد استحق هذا الرثاء المنظوم ، والبكائية الشعرية ، التي كتبتها بنت الجبال الشامخة ، فاطمة الزهراء المهندسة .. بنيتي التي حرقت أعصابها الرياضيات ، وأتلفت خلايا مخها الخوارزميات .. كتبتها نيابة عن أخواتها في الجامعة .
اللهم ارحم موتانا ، واشف مرضانا ، وعجل برفع البلاء ، وكشف الوباء ، وعودة السلامة والسعادة والهناء .