رسالة إلى الشيخ شيبان

رسالة عرفان ومحبة ، وتقدير واحترام ، لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، وعلى رأسهم الشيخ عبد الرحمن شيبان ، الذين هرعوا لمواساتنا في مصابنا ، إثر محاولة اغتيال الشيخ كرطالي .. نشرت في أواخر شهر أوت 2007 م
                                                   بسم الله الرحمن الرحيم

إلى فضيلة الشيخ عبد الرحمن شيبان ، أطال الله في عمره ..
              سلام وتحية ، وعزة وكرامة ، ومحبة وإخاء ، وتقدير واحترام ، وبعد :
سررنا أيما سرور ، ونحن نستقبل الوفد الكريم ، الذي حضر إلى مستشفى زميرلي باسم سيادتكم ، بغية الاطمئنان على صحة وسلامة ، أخينا وعزيزنا الشيخ مصطفى كرطالي ، شفاه الله وجميع المسلمين .
إن جمعية العلماء المسلمين التي وأدوها ، لم تمت ، وقد بعثتموها من جديد ، وأحييتم معها ابن باديس والنهج القويم الذي ترك ، أنتم وكل المشايخ والسادة الأفاضل ، الذين وقفوا إلى جانبكم .. فلكم منا جميعا  ، كل التحية والإعزاز و الإكبار .

شيخنا الفاضل ..
.. إن إبقاء جمعية العلماء ، كدار جامعة لكل الجزائريين ، مهما اختلفت توجهاتهم السياسية ، شيء ضروري ومهم ، بل هو واجب الخيرين والشرفاء أمثالكم .
ولأني أعرف ، ما تتصفون به من فضل وكرم ، وسعة صدر ، وجميل صبر .. أسمح لنفسي وأتجرأ ، وأضع بين أيديكم بعض الأفكار والخطوات العملية ، التي حتما لا تغيب عن أذهانكم ، مستأنسا بقول الله عز وجل : ﴿ وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ﴾ :
  • إن جمعية العلماء التي ترأسونها ، تستطيع ودون عناء كبير ، أن تصبح المرجع الديني السيد للجزائريين ، يكفي فقط ، أن تعرف كيف تستقطب المشايخ والعلماء الأكفاء ، والدعاة الصادقين الجادين ،  وأن توَفّق إلى ذلك .
  • إن ملتقى الفكر الإسلامي ، الذي دأبت الدولة الجزائرية على تنظيمه كل سنة منذ أمد طويل ، والذي جعل من الجزائر قبلة ، للعلماء والمشايخ والدعاة من كل أصقاع الأرض ، قد قدّم الكثير الكثير للصحوة الإسلامية ، وطنيا وعربيا ودوليا .. ولا يخفى على كل منصف عاقل ، الفراغ الرهيب الذي تركه غياب الملتقى .
    إن التعاون مع وزارة الشؤون الدينية ، والمجلس الإسلامي الأعلى ، والأحزاب السياسية الأصيلة ، مع الاستفادة من الاحترام والعطف ، الذي يكنهما رئيس الجمهورية للعلم والعلماء ، كل ذلك يسمح برجوع الملتقى ، وفي القريب العاجل ، إلى سابق عهده ، وأكثر إن شاء الله تعالى .
     
  • إن تنظيم المؤتمرات ، كالذي تقوم به مؤسسة القدس مثلا ، في الفنادق الفخمة التي لا يدخلها إلا أولو الطول من الناس ، ضربة قاتلة لهذه المؤسسة ، وتقزيم خطير ، لموقف الشعب الجزائري من قضية محورية كفلسطين .وعليه فنرى من حقنا أن نطالبكم باختيار المكان ، الذي يسمح بحضور ممثلي كل فئات الشعب ، دون استثناء ، ليعرف الناس حقيقة الأمور .
  • إن استغلال المناسبات الدينية ، وتنظيم المحاضرات العلمية والفكرية ، والمهرجانات الإنشادية و المسرحية ، والأعمال خيرية والإنسانية ، بالتعاون مع كل الجهات الغيورة ، ودعم الرجال الخيرين .. يفعل في هذا الشعب فعل السحر ، ويأتي من الخير والبركة ، بالعجب العجاب .
  • الاهتمام بالمدارس والزوايا القرآنية والفقهية ، والاجتهاد في توجيهها وتطويرها ، مع السهر على الاستفادة من منتوجها ، وتوظيفه في حقل التعليم والدعوة .
شيخنا الكريم ..
.. اعلم أطال الله في عمرك ، أننا لم نقدم هذه المقترحات بنفسية قوم موسى ، إذ قالوا قالوا لنبيهم : ﴿ إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ﴾ .. بل نقولها بعزيمة الصحابة ، رضوان الله عليهم ، الذين بايعوا رسول الله على السمع و الطاعة ، في المنشط والمكره ، وفي العسر واليسر ، والله على ما نقول شهيد ..
.. نعم لن نخيب أبدا ، شيخنا ورائد نهضتنا ، المصلح الثائر العنيد ، الذي قال :
يا نشأ أنت رجاؤناوبك الصباح قد اقترب
خذ للحياة سلاحهاوخض الخطوب ولا تهب
وارفع منار العدل والإحسانواصدم من غصب
أخيرا .. تقبلوا منا سيدي ، فائق التقدير والمودة ، والاحترام والمحبة .
ونسأل الله عز وجل ، أن يجعلنا هادين مهديين ، غير ضالين ولا مضلين ، سلما لأوليائه ، حربا على أعدائه ، نحب بحبه من أحبه ، ونعادي بعداوته من عاداه .
ودمتم في رعاية الله وحفظه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
                                                                                     ابنكم ومحبكم :
                                                                                                    مدني مزراق
أواخر أوت 2007