بسم الله الرحمن الرحيم
{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } .
وقال تبارك اسمه :
{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } .
ووصف سبحانه نوعا من المؤمنين بقوله :
{ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } .
فالسّياحة في طاعة الله إذن.. هي عبادة مطلوبة مرغوبة .. وسعي رشيد محمود .. وعمل مفيد محبوب ..
هي عبادة .. لأنها تعلمك النظر والتأمل في أسرار الخلق ، وتدفعك للتفكر والتمعن في عجائب السموات والأرض .. وسبحان الله القائل :
{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّر * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ } .
وهي سعي رشيد محمود .. لأن السفر والتنقل في أرض الله الواسعة ، يعلم الإنسان الكثير من الأشياء .. ويدربه على مختلف الفنون والمهارات .. وفوق هذا وذاك ، يختصر له الوقت ، ويطوي له الزمان والمكان ..
وهو عمل مفيد محبوب .. لأن الهجرة تعطي للمهاجر حياة جديدة ، وتتيح له فرصا عديدة ، وتفتح أمامه باب الرزق والكسب واسعا .. وتجعله كالطير .. تغدو خماصا وتعود بطانا ..
وأحسب أن المثل الفرنسي الشائع " le voyage forme la jeunesse " هو اختصار لما جاء في العديد من الحكم والأمثال العربية .. ويرحم الله الإمام الشافعي الذي قال :
خاطرة نشرتها بالفايسبوك يوم 18 أكتوبر 2015 م
مدني مزراق