بسم الله الرحمن الرحيم
اختلط الحابل بالنابل ، وضاع الحق في دهاليز الباطل ، وأصبح الناس تائهين في حيرتهم يتساءلون ..
من هو المسلم ، ومن هو المجرم ؟ .. من هو الصالح ، ومن هو الطالح ؟ .. من هو الطاهر ، ومن هو الفاجر ؟ .. من هم الأخيار ، ومن هم الأشرار ؟ ..
وفي زحمة هذه الشعارات المتناقضة ، والدعوات المتضاربة ، وجب علينا أن نبين دعوتنا ، ونوضح شعاراتنا ، حتى لا يلتبس الأمر ، على الذين آمنوا بربهم وكانوا يهتدون ، والذين ناضلوا في سبيل الحق ، وعلى ربهم يتوكلون .
نعم .. إن الصدق يهدي إلى الجنة ، وإن الكذب يهدي إلى النار .. وكفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع .
.. والحق ، يقود صاحبه إلى كل خير .. و الباطل ، يقود صاحبه إلى كل شر .. وكفى بالمرء شرا أن يكون إمعة ، لا مبدأ له ولا قرار ، إن أحسن الناس أحسن ، وإن أساؤوا أساء .
ولأن النبي ﷺ قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت " .
فإننا نقول وبالله التوفيق :
نعم للحقيقة ، لا للإشاعة .. نعم لدعوة النور ، لا لدعوة الظلام .. نعم لنداء الحق ، لا لنداء الباطل .. نعم للتعاون على البر والتقوى ، لا للتعاون على الإثم والعدوان .. نعم للحوار والصلح والمصالحة ، لا للخصام والشقاق والمناطحة .
نعم للمشروع النوفمبري الوطني الأصيل .. لا للمشروع الإستعماري الغربي الدخيل ، ودعوة التيار الإنفصالي العنصري العميل ..
نعم لجزائر المجاهدين والشهداء .. لا لجزائر الخونة والعملاء .
نعم لدولة جزائرية مستقلة ، ديموقراطية وإجتماعية ذات سيادة ، ضمن إطار المبادئ الإسلامية .. لا لدولة لائكية تغريبية لا دين لها ولا خلاق .. لا .. ثم لا .. ثم لا .
نعم للإسلام وعدالته .. نعم للقرآن وهدايته .. نعم لمحمد ﷺ وحكمه وحكومته .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾.
... من الناس ، من يفهم الكلام ويستعذبه ، فصيحا بليغا منمقا منثورا .. ومنهم ، من لا يفهمه ولا يتذوقه ، إلا إذا كان ، منظوما موزونا منغما ملحونا .. لهذا ، اخترت لكم هذه الأبيات المعبرة ، يغردها لنا ، المبتهل المداح ، الشيخ النقشبندي ، رحمه الله تعالى وتقبله في الصالحين.
كتب بـ 13 فيفري 2019 م
الموافق لـ 18 جمادي الآخرة 1440 هـ
مدني مزراق